نافذة علي شلل الاطفال
لخرطوم، 28 كانون الأول/ديسمبر 2022 – تُطلِق وزارة الصحة الاتحادية في السودان، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، حملة تلقيح تعويضية لتلقيح الأطفال ضد شلل الأطفال والحمى الصفراء، وسوف تمتدّ الحملة من 29 كانون الأول/ديسمبر 2022 إلى 3 كانون الثاني/يناير 2023.
ستغطي هذه الحملة ولايات دارفور وولاية سنّار في إطار الجهود المبذولة لزيادة تغطية التطعيم وزيادة الإنصاف في الحصول على اللقاحات في جميع أنحاء السودان من خلال السعي إلى تغطية تلقيح فوج المواليد الذين فاتتهم جرعة لقاح شلل الأطفال الروتيني. لهذا السبب ، سيكون الهدف الرئيسي لهذه الحملة هو الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 7.5 سنوات
كانت الحملة التعويضية في طور الإعداد على مدى عدة أشهر، لكنها تأتي أيضًا بعد تأكيد حدوث إصابة بفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 (cVDPV2) في 16 كانون الأول/ديسمبر 2022، لدى صبيّ صغير يبلغ من العمر أربع سنوات في محليّة كيرينك في غرب دارفور، السودان.
وقد قال الدكتور نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان: "تأتي هذه الحملة في وقت حرج حيث يستعد السودان لتعزيز المناعة ضد تفشي فيروس شلل الأطفال الذي تمّ الإعلان عنه مؤخرًا. أدعو الوالدين وأولياء الأمور إلى التأكد من تلقّي الأطفال للقاح في هذه الجولة المحليّة. لقد قضينا معًا على تفشي مرض شلل الأطفال من قبل – مما يشهد على تفاني ومهارة العاملين في مجال الصحة في السودان وقيادة وزارة الصحة الفيدرالية - ويمكننا القيام بذلك مرة أخرى".
عمل شركاؤنا في الأسبوع الماضي على آلية تنشيط خطّة التأهب والاستجابة لتفشي شلل الأطفال، وتشمل تعزيز التطعيم الروتيني وأنظمة المراقبة والتحضير لحملة التصدي لشلل الأطفال على مستوى الدولة، والتي من المقرر إجراؤها في الأسابيع المقبلة بعد أن أظهرت العيّنة البيئية نتيجة إيجابية تشير إلى انتشار نشِط ضمن المجتمع المحليّ.
نجح السودان في آب/أغسطس 2022 في وضع حدّ لتفشي فيروس شلل الأطفال الذي ظهر في عام 2020 وأصاب 58 طفلاً في 15 ولاية من أصل 18 ولاية في السودان. ونجحت وزارة الصحة الاتحادية بدعم من اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية من تنظيم حملتيّ تطعيم على الصعيد الوطني تستهدفان الأطفال دون سن الخمس سنوات لاحتواء انتشار فيروس شلل الأطفال، ووصلت إلى أكثر من 95 في المئة من السكان المستهدفين. كما تمّ تكثيف جهود المشاركة المجتمعية والتعبئة الاجتماعية لضمان وصول المعلومات حول مخاطر المرض والحاجة إلى تلقيح كل طفل مؤهل للحصول على اللقاح في كل أسرة. كما قامت الدولة بتلقيح الأطفال لأول مرة أثناء التخييم في محليّة أولو في النيل الأزرق ومناطق جبل مرة، وتحسين مراقبة مرض الشلل الرخو الحاد من خلال توسيع نطاق المراقبة البيئية لتصل إلى 14 موقعًا إضافيًا في ستّ ولايات.
التطعيم ينقذ الأرواح، وهو يحمي الأطفال ومجتمعاتهم المحليّة، كما يحمي أجيال المستقبل عن طريق القضاء على الأمراض.
وجاء على لسان مانديب أوبراين، ممثلة اليونيسف في السودان: "شلل الأطفال هو مرض شديد العدوى وغير قابل للشفاء، وهو يصيب الأطفال الصغار على وجه الخصوص. تؤدّي الإصابة به إلى الشلل وفي بعض الحالات إلى الوفاة. التطعيم هو أفضل وسيلة لحماية الأطفال من هذه الآفة، ونحثّ جميع الآباء والأمهات على التأكّد من تلقّي أطفالهم للقاح شلل الأطفال وجميع اللقاحات الروتينية الأخرى حتى يكونوا محميين من الأمراض. أي طفل لم يتلقّ اللقاحات بأكملها يكون عرضة للإصابة بشلل الأطفال، وستدعم اليونيسف الشركاء والمجتمعات المحليّة لإيصال اللقاحات المنقذة للحياة إلى جميع الأطفال".
آخر حالة شلل أطفال (من نوع شلل الأطفال البري) تمّ الإبلاغ عنها في السودان كانت في آذار/مارس 2009، وفي عام 2015 أعلنت منظمة الصحة العالمية خلوّ البلاد من شلل الأطفال. لكن اعتبارها معرضة جدًّا لخطر استيراد فيروسات شلل الأطفال بقي قائمًا لعدة سنوات بسبب انخفاض مستوى المناعة لدى السكان.
تأتي الحملة في أعقاب الجهود المبذولة لتأمين ما يكفي من اللقاحات، وإنشاء مرافق سلسلة التبريد اللازمة بالإضافة إلى التخطيط الدقيق على مستوى المنطقة وتوفير تدريب يعيد تنشيط قدرات القائمين على التلقيح لضمان تقديم الخدمات بجودة عالية. تدعم اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية برامج التطعيم وسوف تستمران في العمل على ضمان عدم ترك أي طفل خلف الركب.